لا بالرخيص ولا بالغالي بس البخت والسعد عالي


المعاني: البخت هو الحظ السعيد 

القصة
يُحكى بأن هناك امرأة جميلة جداً وجمالها مضرب الامثال في حيها وكان لديها زوج ظالم لا يعرف قيمتها بمعاملته السيئة وبضربه المستمر لها والفاظه النابية بحقها هذا مما ادى بها في احد الايام الى الهروب من المنزل الى بيت اهلها، وعند سيرها متوجهة الى اهلها  حل الظلام لكون اهلها يسكنون مدينة اخرى ، قامت بطرق اول باب صادفته في الحي المجاور لحيها ففتحت لها الباب امرأة استأذنتها بالدخول والمبيت عندها لحين حلول الصباح فردت عليها المرأة وكانت خادمة:- عذرا سأستشير الخاتون (سيدة المنزل).
غابت دقائق ثم عادت وقالت:- الخاتون تود مقابلتك
فدخلت لمقابلة الخاتون ولكنها تفاجأت بأن هذه الخاتون سيدة قبيحة فقد كانت سوداء البشرة مفلجة الاسنان ضخمة الشفتين وكبيرة الانفم ومجعدة الشعر والخادمات يحيطن بها من كل جانب واحدة تغسل قدميها والثانية وتقطع لها الفاكهة والثالثة تحرك لها المروحة.
بادرتها الخاتون بالسؤال: من انتي؟ واين تقطنين ؟ وما سبب خروجكِ في الليل في هذه الساعة؟ ولماذا لجأتِ الى بيتي؟
فقصت لها حكايتها وما عانته وقاسته من زوجها وعن نيتها الذهاب الى بيت اهلها وعدم الرجوع ثانيةً.
فتفهمت الخاتون وضعها ورحبت بها وقالت لها ان البيت بيتك خذي راحتك وامرت الخادمة بأعداد غرفة لها لحين رجوعها الى اهلها ،عندها ذهبت المرأة الى غرفتها وبعدها بقليل سمعت الباب يُفتح واصوات الخادمات تتعالى بالترحيب فنظرت من خلف باب غرفتها فرأت شاب جميل الشكل بهي الطلعة انيق المظهر قد دخل البيت والخادمات يتسابقن الى خدمته ودخل الى غرفة الخاتون.

فسألت المرأة احدى الخادمات: من هذا الشاب ؟
فأجابتها الخادمة: انه سيدي صاحب هذه الدار وزوج الخاتون.
عندها صُدمت المرأة كيف يكون لشاب جميل وثري مثل هذا الرجل ان يتزوج بأمرأة قبيحة ودميمة مثل هذه الخاتون وهو بأمكانه ان يتزوج باجمل النساء فدفعها فضولها بعد هدوء البيت وسكونه في منتصف الليل بأن تتنصت عليهما في غرفتهما فذهبت ووضعت اذنها خلف الباب فسمعت ذلك الشاب يخاطب زوجته (الخاتون) : حبيبتي اعذريني ان تأخرت اليوم عليكِ فلدي مشاغل عديدة وانتي تعرفين انه لاشيء يشغلني عنكِ فسامحيني ، فنظرت من خلال ثقب الباب فرأته يقبل يديها وقدميها عند ذلك استشاطت غضبا وغيرة ورجعت الى غرفتها مضطربة والالاف الاسئلة تتراود في بالها كيف وهي امرأة جميلة يتغنى الكل بجمالها وزوجها لايقدر هذا الجمال ولايعيره اي اهمية في حين هذه الخاتون القبيحة لديها هذا الزوج الجميل والثري الشاب ويتمنى رضاها هذه ليست عدالة ، فلم تستطيع في حينها ان تنام ليلتها ،فعقدت العزم عند الصباح قبل مغادرة المنزل ان تسأل الخاتون هذا السؤال لتعرف اجابته لكي ترتاح.

وفي صباح اليوم التالي ذهبت الى الخاتون وقبل ان تودعها طرحت عليها هذا السؤال، عند ذلك ابتسمت الخاتون وقالت لها : سأجيب على سؤالك هذا على شرط ان تأتي معي الى الوادي.
 فوافقت بالحال وذهبت  معها الى الوادي فصعِدتا الى التل وقالت الخاتون سأفعل امراً واريكي اياه وبعدها افعلي مثلي .
فنادت الخاتون من اعلى التل : يا حظي تعال واظهر ، فخرج فارسٌ شاب وقوي يمتطي صهوة حصانه ويحمل السيف والدرع بيده وتوجه اليها مسرعا وقال لبيكِ انا في خدمتك .
فالتفتت الخاتون الى المرأة قائلة: انظري هذا حظي.
فصعدت المرأة على التل ونادت: ياحظي تعال واظهر.
فلا مجيب
فنادت للمرة الثانية والثالثة والرابعة الى ان ظهر من اسفل الوادي رجل عجوز ذو ثيابٍ رثة ونحيل وبائس يمشي خطوتين ويقع على وجهه الى ان وصل الى المرأة قائلا: ماذا تريدين مني؟

فقالت المرأة مندهشة: هل هذا هو حظي؟
فردت الخاتون عليها :نعم صحيح اني قبيحة ودميمة  ولكن حظي عندي زوجي كهذا الفارس وانتي جميلة وحظكِ عند زوجكِ كهذا العجوز الكهل

فرددت المرأة هذا المثل قائلة
(لا بالرخيص ولا بالغالي بس البخت والسعد عالي) .


يُضرب المثل للتعبير على ان الحظ هو المتحكم بالحياة 

تعليقات

المشاركات الشائعة